الفجر لاح والورد فاح:
الفجر لاح بذي الروابي يقول ها
جاء الربيع بزهره يمشي لها
وبهاءه ملأ الحقول ولم يزل
في نسجه يعطي الحقول بما زها
بعثث به كل الازاهر تزدهي
قد بدلت كل الخلائق جلدها
وتفتحت في كل صوب ذاتنا
بلغ الجمال في سحره للمنتهى
وتعطرت كل الخمائل في الربى
وتزينت كل العرائس وقتها
وشدا الهزار على الغصون مرتلا
آيات سحر كان فيها كتابها
وجرى الغدير يغني لحن خلوده
وخلوده قد كان أرخ خلدها
وجرى الزمان مابين فتنة حسنها
نسي الزمان بأن يعدد دهرها
جذلانة تلك الطيور على المدى
ارخت جناحها في الرياض و فوقها
وتبادلت لغة الهيام في صدحها
لغة الخطاب وحبها فيما بينها
اعشاش حب قد بدت في حلة
تزهو بعشب صار تاجا حولها
وترى الفراشات التي قد غادرت
عادت لتلبس من جديد ثوبها
لتطير مابين الورود كوردة
اخدت جناحا كي تراقص اختها
والنحل يرتشف الرحيق كخمرة
لشراب آلهة يعسل طعمها
تلك الخراف على الهضاب تفاعلت
وتراكضت حتى تسابق ظلها
والشمس تضحك في السماء للهوها
ما اجمل اللعب البرئ ومن لها
الورد فاح بذي الروابي يقول ها
جاء الربيع لكي يعيد بهاءها
فربيع عمرنا في القلوب مكانه
لا لن يزول من الوجود وان سهى
فاقرأ كتابك قد تجدك مغفلا
آمنت فكرا لن يقودك للنهى
اصل الكآبة في الوجود سرابه
قد كان عيشك في الحياة سرابها.. .
زين المصطفى بلمختار الجديدي
مجلة همسات شعرية 