أقسم بالزيتون
أقسم بالزّيتون …وبأرض كنعان…
ظلّنا قبّة الأقصى
وزهرنا بين الحقول
يفوح عطرا…
والياسمين الأبيض
بكى في صمت العيون
تحملني نسمات ذاك العطر
من تونس إلى فلسطين…
أراها موكب الحلم الجميل
على دروب عاشق
وأميرات رهينات مررن بأرض الخليل
أطيافهنّ عبير….
أشتهي منهنّ الحسن المغنّى
بين حرف و قصيد
من غمام الشوق كالأرواح
تسري بين خفق أو تمنّ…
كأنّ الزّيتون منثور
على أرضها رقيق…شعبها لا يهان
والأسير فيها وليد
لا يستكين للظّلم…يغزل أجمل صفاته بنسيج
الحرير …خيط التّحرير فتيل…
ماء نهر الأردن نغسل به الذّنوب…
حبّك ينادينا يا أرض الأمجاد
هذا اليوم …وكل يوم …قبل الميلاد…
وبعد الميلاد …بلظى السّعير…
كبرياؤك بهاء الأقصى
يمرّ العاشقون بأرضك…مهرك دمعات أسرى
ودماء شهداء…أحببت حلمك
كطيف …أنا عاشق مجنون …
سيّدتي طفت بآفاقك وحملت أعباءك
على ظهري…أعلنتها أمام من سجَن أفراحك…
حبّك سكّر طعمه جنوني..
أراك تذكرين الهوى
والدجى همس لطيف
مهرك صبايا قتلن على أرضك
وفيّات …أميرات…حملن الورد
من جنان وعبير…أمّ الشّهيد نذرت ابنها
وأطلقت عنان صرخاتها إلى السّماء…
إلى ربّ محمّد والمسيح…
أنا العربيّ عاشق لترابك
فحدّقي في وجهي واصنعي من عشقي
عسلا لذيذا شفاء للعليل…
وجهك الوردي من أمجاد شرق بهي
يستحي منك الهوى المكتوم
حطّ الطّير فوق الغصن
قبل الصّبح يشدو…
يا أكحل العينين من الشّوق لهيب
كي تغنّي الشّعر
يرقص العمر بهيجا…هل سيأتي
الرّبيع لفلسطين ؟
قتلتنا الخيبات
غيمات تدفع غيمات …والأقفال
على أبوابك يا فلسطين
أين صلاح الدّين؟…أين هرقل العظيم
كي يبيع تفّاحه الذّهبيّ هناك
بين الخيام
أستغرب السّلام الموهوم
الشتاء في بيوتنا
والربيع تأخر عن فلسطين
وأزهرت رغما عنهم أرضها
في فصول البرد من دموع العين
في ثوبها الجميل بدت أميرة
أقسم بالزيتون أنني أحببتها
وعاصمتها القدس …ظلّها قبّة الأقصى
وعلى أغصانها تشدو العنادل
والياسمين طوقها
أطياف حلم …كسّر الأصفاد يا فلسطيني…
إلى أرض الزّيتون زهوري…
حميدة بن ساسي
مجلة همسات شعرية 